{أبيات ذهبية للمساجلات الشعرية - مسلسلة بالحروف الهجائية}

.. أ ..
ألا ليت الشباب يعود يوما
فأخبره بما فعل المشيب

إذا رأيت أنياب الليث بارزة
فلا تظنن أن الليث يبتسم

أتطلب صاحبا لاعيب فيه
وأي الناس ليس له عيوب

إذا غامرت في شرف مروم
فلا تقنع بما دون النجوم

إذا كان رب البيت بالدف ضاربا
فشيمة أهل البيت كلهم الرقص

إذا أذن الله في حاجة
أتاك النجاح بها يركض

أعلمه الرماية كل يوم
فلما أشتد ساعده رماني

أترضى أن تكون رفيق قوم
لهم زاد وأنت بغير زاد

أقلل زيارتك الحبيب
تكون كالثوب استجده
إن الصديق يمله
ألا يزال يراك عنده


.. ب ..

بين العزيزين بون في فعالهما
هذاك يعطي وهذا يطلب الصدقة

بانت سعاد فقلبي اليوم متبول
متيم إثرها لم يفد مكبول

بلاد الله واسعة فضاء
ورزق الله في الدنيا فسيح

بيض صنائعنا سود وقائعنا
خضر مرابعنا حمر مواضينا

بعض الرجال حديد حين يقرعه
خطب وبعضهم أوهى من الخزف

بان الشباب وأمسى الشيب قد أزفا
ولا أرى لشباب ذاهب خلفا

بني عبس سودوا في القبائل وافخروا
بعبد له فوق السماكين منبر

بقدر الكد تكتسب المعالي
ومن طلب العلا سهر الليالي

بلغنا السما مجدا وجودا وسؤددا
وإنا لنرجوا فوق ذلك مظهرا

بلاد إذا ماهبت الريح نحوها
تمنيت لو أني بها أتعلق


.. ت ..

تأن وشاور فإن الأمور
منها جلي ومستغمض

تعلم فليس المرء يولد عالما
وليس أخوعلم كمن هوجاهل

تعجبت من هذا الزمان وأهله
فما أحد من ألسن الناس يسلم

ترجو البقاء بدار لا بقاء لها
فهل سمعت بظل غير منتقل

تزوجت اثنتين لفرط جهلي
بما يشقى به زوج اثنتين

تحمل عظيم الذنب ممن تحبه
وإن كنت مظلوما فقل أنا ظالم

تنام عيناك والمظلوم منتبه
يدعو عليك وعين الله لم تنم

تصادق أعدائي وترجو مودتي
صديق عدوي ليس لي بصديق

تغربت أسأل يامن أرى
أهل في الأنام صديق صدوق

تكاملت فيك أوصاف خصصت بها
فكلنا بك مسرود ومغتبط

تشبه بالنحو بالأخفشين
فجاء بأعجوبة مطرفة

تعصي الإله وأنت تزعم حبه
هذا لعمري في القياس بديع

تأبى الرماح إذا اجتمعن تكسرا
وإذا افترقن تكسرت آحادا

تراه باكيا في كل وقت
مخافة فرقة أو لاشتياق


.. ث ..

ثلاثة فيهن للملك التلف
الظلم والإهمال فيه والسرف

ثوب الرياء يشف عما تحته
وإذا التحفت به فإنك عار

ثلاثة أيام هي الدهر كله
وماهي غير الأمس واليوم والغد

ثمانية لابد منها على الفتى
ولابد تجري عليه الثمانية
سرور وغم واجتماع وفرقة
وعسر ويسر ثم سقم وعافية

ثنتان لو بكت الدماء عليهما
عيناي حتى يؤذنا بذهابي
لم يبلغا المعشار من حقيهما
فقد الشباب وفرقة الأحباب


.. ج ..

جعلوها لجة واتخذوا
صالح الأعمال فيها سفنا

جمال الوجه مع خبث النفوس
كقنديل على ظهر المجوس

جانب السلطان واحذر بطشه
لاتعاند من إذا قال فعل

جاورت أعدائي وجاور ربه
شتان بين جواره وجواري

جزى الله الشدائد كل خير
وإن جرعنني غصصا بريقي

جنى ابن عمك ذنبا فابتليت به
إن الفتى بابن عم السوء مأخوذ

جمل المنطق بالنحو فمن
يحرم الإعراب بالنطق اختبل

جزاء المسيء إذا ما اعترف
زوال الذنوب على ما اقترف

جهلت ولم تعلم بأنك جاهل
فمن لي بأن تدري بأنك لاتدري

جئنا به يشفع في حاجة
فاحتاج في الإذن إلى شافع

جمال أخي النهى كرم وخير
وليس جماله عرضا وطولا

جامل عدوك ماستطعت فإنه
بالرفق يطمع في صلاح الفاسد

جامع العلم تراه أبدا
غير ذي حفظ ولكن ذا غلط

جديدان لا يبقى الجميع عليهما
ولا لهما بعد الجميع بقاء


.. ح ..

حسن ثيابك ما استطعت فإنها
زين الرجال بها تعز وتكرم

حبك الأوطان عجز ظاهر
فاغترب تلق عن الأهل بدل

حسدوا الفتى إذ لم ينالوا سعيه
فالقوم أعداء له وخصوم

حكم المنية في البرية جاري
ماهذه الدنيا بدار قرار

حذفت وغيري مثبت في مكانه
كأني نون الجمع حين يضاف

حياؤك فاحفظه عليك فإنما
يدل على وجه الكريم حياؤه

حسب الخليلين نأي الأرض بينهما
هذا عليها وهذا تحتها بالي

حسن قول (نعم) من بعد (لا)
وقبيح قول (لا) بعد (نعم)

حتى لو أنك تستشف ضميره
لرأيتني في الصدر من آماله

حذار حذار من كل اختلاف
به الشحناء والبغضا تعود

حمال ألوية هباط أودية
شهاد أندية للجيش جرار

حديث ذوي الألباب أهوى وأشتهي
كما الماء المبرد يهوى شاربه

حب السلامة يثني هم صاحبه
عن المعالي ويغري المرء بالكسل


.. خ ..

خالل خليل أبيك وارع وداده
وأعلم بأن أخا أبيك أبوكا

خذ الوقت أخذ اللش واسرقه واختلس
فوائده بالطيب أو بالتطايب

خفف الوطء ما أظن أديم ال
أرض إلا من هذه الأجساد

خلقنا رجال للتجلد والأسى
وتلك الغواني للبكا والمآتم

خبز البخيل لمكتوب عليه ألا
لا بارك في ضيف إذا شبعا

خير ما ورث الرجال بنيهم
أدب صالح وحسن ثناء

خلقت على مافي غير مخير
هواي ولو خيرت كنت المهذبا

خذاني فجراني برفق إليكما
وقد كنت قبل اليوم صعبا قياديا

خلق اللسان بنطقه وبيانه
لا للسكوت وذاك حظ الأخرس

خالفته والرأي مختلف
شأني الوداد وشأنه البغض


.. د ..

دبر العيش بالقيل ليبقى
فبقاء القليل بالتدبير

دهى الجزيرة أمر لا عزاء لها
هوى لها أحد وانهد ثهلان

دعاوى الناس في الدنيا فنون
وعلم الناس أكثره ظنون

دقات قلب المرء قائلة له
إن الحياة دقائق وثوان

دنوت تواضعا وعلوت مجدا
فشأناك انخفاض وارتفاع

دعوى الإخاء على الرخاء كثيرة
بل في الشدائد تعرف الإخوان

دار متى أضحكت في يومها
أبكت غدا تبا لها من دار

دع المكارم لاترحل لبغيتها
واقعد فإنك أنت الطاعم الكاسي

دع الحرص في الرزق مهما صعب
ولاتكثرن له في الطلب

دع الأيام تفعل ماتشاء
وطب نفسا إذا حكم القضاء

دع التكاسل في الخيرات تطلبها
فليس يسعد بالخيرات كسلان

دار جار الدار إن جار وإن
لم تجد بدا فما أحلى النقل

درج الزمان وأنت مفتون المنى
ومضى الشباب وأنت ساه مطرق

دع عنك ماقد مضى في زمن الصبا
واذكر ذنوبك وابكها يامذنب

دعيني للغنى أسعى فإني
رأيت الناس شرهم الفقير

دع الناس لاترج الرضا عنك منهموا
فليس لإرضاء العباد سبيل


.. ذ ..

ذهب التكرم والوفاء من الورى
وتصرما إلا من الأشعار

ذاك الذي عظمت في الناس همته
وذاك يصلح للدنيا وللدين

ذهب الذين أحبهم
وبقيت مثل السيف فردا

ذهب الرجال المقتدى بفعالهم
والمنكرون لكل أمر منكر

ذاك الذي مازال يسمو للعلا
بفعله حتى علا فوق العلا

ذهب الفرزدق بالفخار وإنما
حلو الكلام ومره لجرير

ذئاب كلنا في زي ناس
فسبحان الذي في برانا

ذو العقل يشقى في النعيم
بعقله
وأخو الجهالة في الشقاوة ينعم

ذهب الشباب فما له من عودة
وأتى المشيب فأين منه المهرب

ذهب الذين يعاش في أكنافهم
وبقي الذين حياتهم لاتنفع


.. ر ..

راحة النفس ذميمة
وهي عادات البهيمة

رأيت النفس تكره ما لديها
وتطلب كل ممتنع عليها

رقيع خصيم في الصواب كأنه
برد على أهل الصواب موكل

رب أمر سر آخره
بعد ماساءت أوائله

رأيت الذنوب تميت القلوب
وقد يورث الذل إدمانها

رب يوم بكيت فيه فلما
صرت في في غيره بكيت عليه

رب هجر يكون من خوف هجر
وفراق يكون خوف فراق

رب رام لي بأحجار الأذى
لم أجد بدا من العطف عليه

رأيت الشيب لاح فقلت أهلا
وودعت الغواية والشباب

ربما استفتحت بالمز
ح مغاليق الحمام

ربوا على الإنصاف فتيان الحمى
تجدوهم كهف الحقوق كهولا

رضيت ببعض الذل خوف جميعه
كذلك بعض الشر أهون من بعض

رأيت الناس قد ذهبوا
إلى من عنده ذهب

رأيت الناس قد مالوا
إلى من عنده مال

رب من ترجو به دفع الأذى
سوف يأتيك الأذى من قبله

رب مهزول سمين عرضه
وسمين الجسم مهزول الحسب

رأيت الورى كلا يراقب غيره
فكل عليه من سواه رقيب


.. ز ..

زاد معروفك عندي عظما
أنه عندك مستور حقير

زينت بيتك جاهدا وعمرته
ولعل غيرك صاحب للبيت

زائر لم يزل إلى أن
سود الصحف بالذنوب وولى

زعيم القوم في جد وهزل
بحسن فكاهة وصواب قيل

زاحم وسر نحو الأما
م فإنما الدنيا زحام

زمان يمر وعيش يمر
ودهر يكر بما لايسر

زكوه دهرا فلما صار قاضيهمواستعمل العدل عادوا لايزكونه

زعم الفرزدق أن سيقتل مربعا
أبشر بطول سلامة يامربع

زين المنابر حين تعلو منبرا
وإذا ركبت فأنت زين الموكب

زر والديك وقف على قبريهما
فكأنني بك قد نقلت إليهما

زهدت وزهدي في الحياة لعلة
وحجة من لا يبلغ الأمل الزهد

زيادة القول تحكي النقص في العمل
ومنطق المرء قد يهديه للزلل

زيادة المرء في دنياه نقصان
وربحه غير محض الخير خسران

زلت به إلى الحضيض قدمه
والشعر لا يطيعه من يظلمه


.. س ..

سامح صديقك إن زلت به قدم
فليس يسلم إنسان من الزلل

سألت الناس عن خل وفي
فقالوا ما إلى هذا سبيل

ساهل الناس إذا ما غضبوا
وإذا عز أخوك فهن

سيذكرني قومي إذا جد جدهم
وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر

سمعت بعيبه فصفحت عنه
محافظة على حسبي وديني

سل الأيام عن أمم تقضت
ستخبرك المعالم والرسوم

سلام على الدنيا إذا لم يكن بها
صديق صدوق صادق الود منصفا

سوف ترى إذا انجلى الغبار
أفرس تحتي أم حمار

سكت الدهر زمانا عنهم
ثم أبكاهم دما حين نطق

سكت عن السفيه فظن أني
عييت عن الجواب وماعييت

سعى رجال فنالوا قدر سعيهم
لم يأت رزق بلا سعي ولاطلب

سبحان من نزل الأشياء منزلها
وصير الناس مرزوقا ومألوقا

سئمت تكاليف الحياة ومن يعش
ثمانين حولا لا أبا لك يسأم

سرك إن صنته بصمت
أصلح بين الأنام شانك

سأحلم عن خصمي بمجلس لغوه
ولست حليما عن في حومة الوغى

.. ش ..

شجاع كأن الحرب عاشقة له
إذا زارها فدته بالخيل والرجل

شر الورى بمساوي الناس مشتغل
مثل الذباب يراعي موضع العلل

شبهت صاحبها بإبرة خائط
تكسو العراة وجسمها عريان

شيئان لا ينقشعان أول وهلة
ظل الشباب وخلة الأشرار

شهدت على أن لا نبوة بعده
وأن ليس حي بعده بمخلد

شاور سواك إذا نابتك نائبة
يوما وإن كنت من أهل المشورات

شكوت إلى وكيع سوء حفظي
فأرشدني إلى ترك المعاصي

شر البلاد مكان لاصديق به
وشر مايكسب الإنسان مايصم

شمر وكافح في الحياة فهذه
دنياك دار تناحر وكفاح

شبيه الليل لوني غير أني
بفعلي من بياض الصبح أسنى

شتان بين مصرح عن رأيه
حر وبين مخادع ختال

شكر الله سعيهم من رجال
بلغوا من فخارهم ماشاءوا

شدة بعد رخاء
ورخاء بعد شدة

شهدت بأن الله لارب غيره
وأشهد أن البعث حق وأخلص

شباب الجيل للإسلام عودوا
فأنتم روحه وبكم يسود

شر المواهب ما تجود به
في غير محمدة ولا أجر

شمر نهارا في طلب العلا
واصبر على هجر الحبيب القريب

شغلتنا الدنيا بلهو ولعب
فغفلنا والموت بالمرصاد


.. ص ..

صاحب أخا ثقة تحظ بصحبته
فالطبع مكتسب من كل مصحوب

صبرت على أشياء منه تريبني
مخافة أن أبقى بغير صديق

صبرت على ماكان بيني وبينه
وماتستوي حرب الأقارب والسلم

صديقك حين تستغني كثير
وما لك عند فقرك من صديق

صحبت بني الدنيا حجة
فلم لي منهم صديقا موافقا

صن حر وجهك لاتهتك غلالته
فكل حر لحر الوجه صوان

صار جدا مامزحت به
رب جد جره اللعب

صبرا على الدهر إن جلت مصائبه
إن المصائب مما يوقظ الأمما

صم إذا سمعوا خيرا ذكرت به
وإن ذكرت بشر عندهم أذن

صلى الملائكة الذين تخيروا
والطيبون عليك والأبرار

صار أحلى الناس في العي
ن إذا ما ذيق مرا


.. ض ..

ضعاف الطير أطولها جسوما
ولم تطل البزاة ولا الصقور

ضربناهم ببيض مرهفات
تقد جسومهم ظهرا وبطنا

ضيع مانال بما يرتجى
والنار قد يخمدها النافخ

ضاقت فلما استحمت حلقاتها
فرجت وكنت أظنها لا تفرج

ضاع عمري في اغترا
ب ورحيل مستمر

ضحوك السن إن نطقوا بخير
وعند الشر مطراق عبوس

ضيعت ما لا بد لي
منه بما لي منه بد


.. ط ..

طبت بيتا وطاب أهلك أهلا
أهل بيت النبي والإسلام

طلب المعاش مفرق
بين الأحبة والوطن

طافوا علينا وحر الصيف يطبخنا
حتى إذا نضجت أجسادنا أكلوا

طابا وطاب أخو الكرام أخوهما
والوالدان وطاب من رباهما

طورا يعرض للطعان وتارة
يأوي إلى حصد القسي عرمرم

طوبى لمن جرت الأمو
ر الصالحات على يديه

طبعت على كدر وأنت تريدها
صفوا من الأقدار والأكدار

طويل النجاد رفيع العماد
ساد عشيرته أمردا

طلب الود بالزيارة زور
إنما الود ماحوته الصدور

طفح السرور علي حتى أنه
من عظم ما قد سرني أبكاني

طافت بشهر الصوم كاسات الردى
سحرا وأكواب الدموع تدور


.. ظ ..

ظننتم يابني شيبان ظنا
فأخلف ظنكم جلدي وصبري

ظلوم لنفسي غير أني مسلم
أصلي الصلاة كلها وأصوم

ظليل الحضارة في الأولين
رفيع البناء جليل الأثر

ظنت شبيبته تبقى وماعلمت
أن الشبيبة مرقاة إلى الهرم

ظواهر العتب للإخوان أيسر من
بواطن الحقد في التسديد للخلل

ظللت حيران أمشي في أزقتها
كأنني مصحف في بيت زنديق

ظننت أني وحدي مخطئ فإذا
أفعال كل بني الدنيا كأفعالي

ظننت بهم خيرا فلما بلوتهم
نزلت بواد منهم غير ذي زرع

ظننت بي الفتوة والتمني
تزول بالاكتهال فخاب ظني


.. ع ..

عتبت على سلم فلما تركته
وجربت أقواما بكيت على سلم

عود لسانك قلة اللفظ
واحفظ كلامك أيما حفظ

عجوز ترجى إن تعود فتية
وقد ضمر الجنبان واحدودب الظهر

عفوا تعف نسائكم في المحرم
وتجنبوا مالا يليق بمسلم

عجبا لي أن الغريب مقيم
بين جنبي والقريب شريد

عظيم من استولى على الناس كلهم
ولكن من استغنى عن الناس أعظم

عدمنا خيلنا إن لم تروها
تثير النقع موعدها كداء

عقول ولكن السخافات جمة
وأفئدة لكنها غالبا غلف

عليهم وقار الحلم حتى كأنما
ولدهم من فضل هيبته كهل

عجبا للناس في أرزاقهم ذاك عطشان وهذا قد غرق

عن المرء لاتسأل وسل عن صديقه
فكل قرين بالمقارن يقتدي

على الدنيا ومن فيها السلام
إذا ملكت خزائنها اللئام

عليك بإقلال الزيارة إنها
إذا كثرت كانت إلى الهجر مسلكا

عاداني الدهر نصف يوم
فانكشف الناس لي وبانوا

عسى الكرب الذي أمسيت فيه
يكون وراءه فرج قريب

عرضت نصيحة مني ليحيى
فقال غششتني فالنصح مر

عليك بالحفظ دون الجمع في كتب
فإن للكتب آفات تفرقها

عيوبي إن سألت بهن كثير
وأي الناس ليس له عيوب

على قدر أهل العزم تأتي العزائم
وتأتي على قدك الكرام المكارم

عثمان يعلم أن الحمد ذو ثمن
لكنه يشتهي حمدا بمجان


.. غ ..

غضب الكريم وإن تأجج ناره
كدخان عود ليس فيه سواد

غصص تكاد تفيض منها نفسه
ويكاد يخرج قلبه من صدره

غفرت ذنوبه وصفحت عنه
مخافة أن أكون بلا صديق

غضبان أن لا تلد البنينا
بالله ما ذلك في أيدينا

غذيت بدرها وغدرت فيها
فمن أنباك أن أباك ذيب

غني بلا مال عن الناس كلهم
وليس الغني إلا عن الشئ لا به

غيري جنى وأنا المعذب فيكم
فكأنني سبابة المتندم

غيري يغيره الفعال الجافي
ويحول عن شيم الكريم الوافي

غلبت علي شقاوتي ومطامعي
حتى فنيت وما بلغت مرادي

غب وزر غبا تزد حبا فمن
أكثر الترداد أضناه الملل

غيض العدى من تساقينا الهوى فدعوا
بأن نغص فقال : آمينا


.. ف ..

فابذل من الفعل الجميل صنائعا
فإذا عزلت فإنها لاتعزل

فرأيان أفضل من واحد
ورأي الثلاثة لاينقض

في فمي ماء وهل ين
طق من في فيه ماء؟

فلم أر فيما ساءني غير شامت
ولم أر فيما سرني غير حاسد

فلا مجد في الدنيا لمن قل ماله
ولامال في الدنيا لمن قل مجده

فعش بعلم تفز حيا به أبدا
الناس موتى وأهل العلم أحياء

فاجعل لنفسك أن تكون إذا بكوا
في يوم موتك ضاحكا مسرورا

فعثرته من فيه ترمي برأسه
وعثرته بالرجل تبرى على مهل

فعلمت أن المستحيل ثلاثة
الغول والعنقاء والخل الوفي

فإن بناها بخير طاب مسكنها
وإن بناها بشر خاب بانيها

فطعم الموت في أمر حقير
كطعم الموت في أمر عظيم

فإما حياة تسر الصديق
وإما ممات يغيض العدى

فلم يجبني بغير ضحكته
والضحك في غير موضعه سفه

فإن النصح بين الناس نوع
من التوبيخ لا أرضى استماعه

فالقرد قرد ولو حليته ذهبا
والكلب كلب ولوسميته أسدا

فتشبهوا إن لم تكونوا مثلهم
إن التشبه بالكرام فلاح

فويل ثم ويل ثم ويل
لقاضي الأرض من قاضي السماء

فيا عجبا كيف يعصى الإله
أم كيف يجحده الجاحد

فأحسن حين يحسن محسنوهم
وأحتمل الإساءة إن أساؤوا

فلا والله ما في العيش خير
ولا الدنيا إذا ذهب الحياء

فإن الصرح يهدم بعد حين
إذا كان البناء على فساد


.. ق ..

قل للصحيح يموت لا من علة
من بالمنايا ياصحيح دهاك

قل للطبيب تخطفته يد الردى
من ياطبيب بطبه أرداكا

قل للجنين يعيش معزولا بلا
راع ومرعى من الذي يرعاكا

قل للمريض نجا وعوفي بعدما
عجزت فنون الطب من عافاكا

قل للنبات يجف بعد تعهد
ورعاية من بالجفاف رماكا

قل للبصير وكان يحذر حفرة
فهوى بها من الذي أهواكا

قلوب العارفين لها عيون
ترى ما لايراه الناظرونا

قد كنت عدتي التي أسطو بها
ويدي إذا خان الزمان وساعدي

قليل المال تصلحه فيبقى
ولا يبقى الكثير مع الفساد

قم للمعلم وفه التبجيلا
كاد المعلم أن يكون رسولا

قوم هم الأنف والأذناب غيرهم
ومن يساوي بأنف الناقة الذنبا

قد يجمع المال غير آكله
ويأكل المال غير من جمعه

قد يدرك المتأني بعض حاجته
وقد يكون مع المستعجل الزلل

قل مابدا لك من زور ومن كذب
حلمي أصم وأذني غير صماء

قل للذي بصروف الدهر عيرنا
هل حارب الدهر إلا من له خطر

قد كثرت في الأرض جهالنا
والعاقل الحازم فينا غريب

قالوا سكت وقذ خوصمت قلت لهم
إن الجواب لباب الشر مفتاح

قوم إذا استخصموا كانوا فراعنة
يوما وإن حكموا كانوا موازينا

قلب الدهر فلكا
فاستداروا حيث دار الفلك


.. ك ..

كالبحر كل مياه الأرض قاطبة
تأوي إليه ويظما في راكبه

كم عسرة قلق الفتى لنزولها
لله في إعسارها ألطاف

كم منزل في الأرض يألفه الفتى
وحنينه أبدا لأول منزل

كالبحر يمطره السحاب وماله
فضل عليه لأنه من مائه

كأنك شمس والملوك كواكب
إذا طلعت لم يبد منهن كوكب

كن حليما إذا بليت بغيظ
وصبورا إذا أتتك مصيبة

كلما قلت قال أحسنت زدني
وبأحسنت لايباع الدقيق

كم من أخ لو نابتك نائبة
وجدته لك خيرا من أخي النسب

كحمار السوء السوء إن أطعمته
رمح الناس وإن جاع نهق

كنت أمشي على اثنتين قويا
صرت أمشي على ثلاث ضعيفا

كل المصائب قد تمر على الفتى
فتهون غير شماتة الأعداء

كن ابن من شئت واكتسب أدبا
يغنيك محموده عن النسب

كم من عليل قد تخطاه الردى
فنجا ومات طبيبه والعود

كذا من عاشر العلماء طفلا
يكون إذا نشا شيخا أديبا

كم صاحب عاديته في صاحب
فتصالحا وبقيت في الأعداء

كل ابن انثى وإن طالت سلامته
يوما على آلة حدباء محمول


.. ل ..

لا أجعل المال لي ربا يصرفني
لابل أكون له ربا أصرفه

لا تنكحن عجوزا إن أتوك بها
واخلع ثيابك منها ممعنا هربا

ليس الظريف بكامل في ظرفه
حتى يكون عن الحرام عفيفا

لكل شئ إذا ماتم نقصان
فلا يغر بطيب العيش إنسان

لكن جهلت مقالتي فعذلتني
وعلمت أنك جاهل فعذرتك

لمثل هذا يذوب القلب من كمد
إن كان في القلب إسلام وإيمان

لو أن من قال نار أحرقت فمه
لما تفوه باسم النار مخلوق

لاينفع البخل مع دنيا مولية
ولا يضر مع الإقبال إنفاق

لا يصلح الناس فوضى لاسراة لهم
ولاسراة إذا جهالهم سادوا

ليس السعيد الذي دنياه تسعده
إن السعيد الذي ينجو من النار

لاتبدين نميمة حدثتها
أو تحفظن من الذي أبداكا

لكل ساقطة في الحي لاقطة
وكل كاسدة يوما لها سوق

لاتفرحن بما بلغت من العلا
وإذا سبقت فعن قليل تسبق

لاتحسب المجد تمرا أنت آكله
لن تبلغ المجد حتى تلعق الصبرا

لا تنكرن لهوي على كبري
فعلي من عصر الصبا قرض

لاتحسبن العلم ينفع وحده
مالم يتوج ربه بخلاق

لله في الآفاق آيات لعل
أقلها هو ما إليه هداكا

لا تحلفن على صدق ولاكذب
فما يفيدك إلا المأثم الحلف

لاتيأسن إذا كنت ذا أدب
على خمولك أن ترقى إلى الفلك

لسان الفتى نصف ونصف فؤاده
فلم صورة اللحم والدم

لاترجعن على السفيه جوابه
إلا جواب تحية حياكها

لا تنه عن خلق وتأتي مثله
عار عليك إذا فعلت عظيم

ليس الجمال بأثواب ثزيننا
إن الجمال جمال العلم والأدب

لقد أسمعت لو ناديت حيا
ولكن لا حياة لمن تنادي

لاتمدحن امرأ حتى تجربه
ولاتذمنه من غير تجريب


.. م ..

ما الناس إلا مع الدنيا وصاحبها
فكيفما انقلبت يوما انقلبوا

من لزم الصمت اكتسى هيبة
تخفي على الناس مساويه

ما لم يضق خلق الفتى
فالأرض واسعة عليه

ما مضى فات والمؤمل غيب
ولك الساعة التي أنت فيها

ما عاتب الحر الكريم كنفسه
والمرء يصلحه الجليس الصالح

مضى زمني والشيب حل بمفرقي
وأبعد شيء أن يرد شباب

ما بين غمضة عين وانتباهتها
يغير الله من حال إلى حال

ما كان أو سيكون أو هو كائن
يفنى وليس لما سواك بقاء

من يخبرك بشتم عن أخ
فهو الشاتم لا من شتمك

ما للطبيب يموت بالداء الذي
قد كان يبري مثله فيما مضى

ما طال عهد اليأس في قلب امرئ
إلا استبان على الجبين خطوط

متى تك في صديق أو عدو
تخبرك الوجوه عن القلوب

ملاك الأمر تقوى الله فاجعل
تقاه عدة لصلاح أمرك

متاركة اللئيم بلا جواب
أشد علي من مر العذاب

مدحتكم طمعا فيما أؤمله
فلم أنل غير حظ الإثم والتعب

من جاد بالمال مال الناس قاطبة
إليه والمال للإنسان فتان

من يفعل الخير لايعدم جوازيه
لا يذهب العرف بين الله والناس

ما أثقل الدهر على من ركبه
حدثني عنه لسان التجربة

مودته إذا دامت لخل
فمن وقت الصباح إلى المساء

من ذا الذي ما ساء قط
ومن له الحسنى فقط

ما كل يتمنى المرء يدركه
تجري الرياح بما لا تشتهي السفن

من لا يكون له جد يساعده
تكن آدابه كالنفخ في البوق

من لم يمت بالسيف مات بغيره
تعددت الأسباب والموت واحد

ما حك جلدك مثل ظفرك
فتول أنت جميع أمرك


.. ن ..

نجا بك لؤمك منجى الذباب
حمته مقاذره أن ينالا

نرقع دنيانا بتمزيق ديننا
فلا ديننا يبقى ولا ما نرقع

نحن إلى الدنيا ونأمن غشها
وفيها لنا يوم من الشر متلف

نزلنا ههنا ثم ارتحلنا
وكذا الدنيا نزول وارتحال

نفسي التي تملك الأشياء ذاهبة
فكيف أبكي على شيء إذا ذهبا

نعلل بالدواء إذا مرضنا
وهل يشفي من الموت الدواء؟

نزداد هما كلما ازددنا غنى
والفقر كل الفقر في الإكثار

نسيت وعدك والنسيان مغتفر
فاغفر فأول ناس أول الناس

نقل فؤادك حيث شئت من الهوى
ما الحب إلا للحبيب الأول

نروح ونغدو لحاجاتنا
وحاجة من عاش لا تنقضي

نصحتك لا تنكر على الناس فعلهم
فيرموك بالبغضاء من كل جانب

نهارك يا مغرور سهو وغفلة
وليلك نوم والردى لك لازم

نظرة فابتسامة فسلام
فكلام ثم موعد فلقاء

ندمت ندامة الكسعي لما
غدت مني مطلقة نوار

نصحتك فالتمس ياليث غيري
طعاما إن لحمي كان مرا

نعم الأنيس إذا خلوت كتاب
تلهو به إن خانك الأحباب

نادت بوشك رحيلك الأيام
أفلست تسمع ؟ أم بك استصمام

نبني كما كانت أوائلنا
تبني ونفعل مثل ما فعلوا

نعم الصديق صديق لا يكلفنا
ذبح الدجاج ولا شي الفراريج

نظل نفرح بالأيام نقطعها
وكل يوم مضى يدني من الأجل

نراع إذا الجنائز واجهتنا
ونلهو حين تغدو رائحات

نبئت أن رسول الله أوعدني
والعفو عند رسول الله مأمول


.. هـ ..

هي الأمور كما شاهدتها دول
من سره زمن ساءته أزمان

هب الدنيا تساق إليك عفوا
أليس مصير ذاك إلى انتقال

هل الشباب الذي قد فات مردود
أم هل دواء يرد الشيب موجود

هي حبة أعطتك سبع سنابل
لتجود أنت بحبة لسواك

هل الولد المحبوب إلا علة
وهل خلوة الحسناء إلا أذى البعل

هجوت محمدا فأجبت عنه
وعند الله في ذاك جزاء

هذا زمان لا ارتقاء لأمة
فيه بغير معارف وعلوم
فيه بغير تربية وتعليم

هلك المداوى والمداوي والذي
جلب الدواء وباعن ومن اشترى

هذا الذي تعرف البطحاء وطأته
والبيت يعرفه والحل والحرم
هذا ابن خير عباد الله كلهم
هذا التقي النقي الطاهر العلم

هنيئا لك العيد الذي أنت عيده
وعيد لمن سمى وضحى وعيدا

هم اختلفوا في البدء واتفقوا معا
على أن يدوم الشر والظلم والخلف

هي القناعة فالزمها تكن ملكا
لو لم يكن لك إلا راحة البدن

هل غادر الشعراء من متردم
أم عرفت الدار بعد توهم

هي الدنيا تقول بملء فيها
حذار حذار من بطشي ومن فتكي

هلا سألت الخيل يا ابنة مالك
إن كنت جاهلة بما لم تعلمي

هم القوم إن قالوا أصابوا وإن دعوا
أجابوا وإن أعطوا أطابوا وأجزلوا

هذي يدي وهي مني لا تطاوعني
على مرادي فما ظني بأعدائي


.. و ..

ومن يك ذا فضل فيبخل بفضله
على قومه يستغن عنه ويذمم

وللحلم أوقات وللجهل مثلها
ولكن أوقاتي إلى الحلم أقرب

وإنما أولادنا بيننا
أكبادنا تمشي على الأرض

وكم علمته نظم القوافي
فلما قال قافية هجاني

ومن يجعل المعروف في غير أهله
يكن حمده ذما عليه ويندم

ونفس الشريف لها غايتان
ورود المنايا ونيل المنى

ولست أرى السعادة جمع مال
ولكن التقي هو السعيد

وظلم ذوي القربى أشد مضاضة
على المرء من وقع الحسام المهند

وما العيش لا عشت إن لم أكن
مخوف الجناب حرام الحمى

ولربما انتفع الفتى بعدوه
والسم أحيانا يكون شفاء

وترك الذنوب حياة القلوب
وخير لنفسك عصيانها

وكن رجلا على الأهوال جلدا
وشيمتك السماحة والوفاء


.. ي ..

يقول الناس لي في الكسب عار
فقلت العار في ذل السؤال

يرون العجيب كلام الغريب
وقول القريب فلا يعجب

يا أيها الرجل المعلم غيره
هلا لنفسك كان ذا التعليم

يعيبون لوني بالسواد جهالة
ولولا سواد الليل ما طلع الفجر

يرضى الدناءة كل نذل ساقط
إن الدناءة شيمة الأنذال

يموت الفتى من عثرة من لسانه
وليس يموت المرء من عثرة الرجل

يعطيك من طرف اللسان حلاوة
ويروغ منك كما يروغ الثعلب

يزيد سفاهة وأزيد حلما
كعود زاده الإحراق طيبا

يامن يرى مد البعوض جناحها
في ظلمة الليل البهيم الأليل